شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ من كلام عمرو بن العاص

صفحة 322 - الجزء 6

  وقال لعبد الله بن عباس بصفين إن هذا الأمر الذي نحن وأنتم فيه ليس بأول أمر قاده البلاء وقد بلغ الأمر منا ومنكم ما ترى وما أبقت لنا هذه الحرب حياة ولا صبرا ولسنا نقول ليت الحرب عادت ولكنا نقول ليتها لم تكن كانت فافعل فيما بقي بغير ما مضى فإنك رأس هذا الأمر بعد علي وإنما هو آمر مطاع ومأمور مطيع ومبارز مأمون وأنت هو.

  ولما نصب معاوية قميص عثمان على المنبر وبكى أهل الشام حوله قال قد هممت أن أدعه على المنبر فقال له عمرو إنه ليس بقميص يوسف أنه إن طال نظرهم إليه وبحثوا عن السبب وقفوا على ما لا تحب أن يقفوا عليه ولكن لذعهم بالنظر إليه في الأوقات.

  وقال ما وضعت سري عند أحد فأفشاه فلمته لأني أحق باللوم منه إذ كنت أضيق به صدرا منه.

  وقال ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر لكن العاقل من يعرف خير الشرين.

  وقال عمر بن الخطاب لجلسائه يوما وعمرو فيهم ما أحسن الأشياء فقال كل منهم ما عنده فقال ما تقول أنت يا عمرو فقال

  الغمرات ثم ينجلينا

  وقال لعائشة لوددت أنك قتلت يوم الجمل قالت ولم لا أبا لك قال كنت تموتين بأجلك وتدخلين الجنة ونجعلك أكبر التشنيع على علي بن أبي طالب #.

  وقال لبنيه يا بني اطلبوا العلم فإن استغنيتم كان جمالا وإن افتقرتم كان مالا.

  ومن كلامه أمير عادل خير من مطر وابل وأسد حطوم خير من سلطان ظلوم وسلطان ظلوم خير من فتنة تدوم وزلة الرجل عظم يجبر وزلة اللسان لا تبقى ولا تذر واستراح من لا عقل له.