شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

84 - ومن خطبة له #

صفحة 345 - الجزء 6

٨٤ - ومن خطبة له #

  وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ اَلْأَوَّلُ لاَ شَيْ ءَ قَبْلَهُ وَاَلآْخِرُ لاَ غَايَةَ لَهُ لاَ تَقَعُ اَلْأَوْهَامُ لَهُ عَلَى صِفَةٍ وَلاَ تُعْقَدُ اَلْقُلُوبُ مِنْهُ عَلَى كَيْفِيَّةٍ وَلاَ تَنَالُهُ اَلتَّجْزِئَةُ وَاَلتَّبْعِيضُ وَلاَ تُحِيطُ بِهِ اَلْأَبْصَارُ وَاَلْقُلُوبُ في هذا الفصل على قصره ثماني مسائل من مسائل التوحيد.

  الأولى أنه لا ثاني له سبحانه في الإلهية.

  والثانية أنه قديم لا أول له فإن قلت ليس يدل كلامه على القدم لأنه قال الأول لا شيء قبله فيوهم كونه غير قديم بأن يكون محدثا وليس قبله شيء لأنه محدث عن عدم والعدم ليس بشيء قلت إذا كان محدثا كان له محدث فكان ذلك المحدث قبله فثبت أنه متى صدق أنه ليس شيء قبله صدق كونه قديما.

  والثالثة أنه أبدي لا انتهاء ولا انقضاء لذاته.

  والرابعة نفي الصفات عنه أعني المعاني.

  والخامسة نفي كونه مكيفا لأن كيف إنما يسأل بها عن ذوي الهيئات والأشكال وهو منزه عنها.

  والسادسة أنه غير متبعض لأنه ليس بجسم ولا عرض.