شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

84 - ومن خطبة له #

صفحة 347 - الجزء 6

  بها آي القرآن ويجوز أن يريد بها آيات الله في خلقه وفي غرائب الحوادث في العالم.

  والسواطع المشرقة المنيرة.

  والنذر جمع نذير وهو المخوف والأحسن أن يكون النذر هاهنا هي الإنذارات نفسها لأنه قد وصف ذلك بالبوالغ وفواعل لا تكون في الأكثر إلا صفة المؤنث.

  ومفظعات الأمور شدائدها الشنيعة أفظع الأمر فهو مفظع ويجوز فظع الأمر بالضم فظاعة فهو فظيع وأفظع الرجل على ما لم يسم فاعله أي نزل به ذلك.

  وقوله والسياقة إلى الورد المورود يعني الموت وقوله سائق وشهيد وقد فسر # ذلك وقال سائق يسوقها إلى محشرها وشاهد يشهد عليها بعملها وقد قال بعض المفسرين إن الآية لا تقتضي كونهما اثنين بل من الجائز أن يكون ملكا واحدا جامعا بين الأمرين كأنه قال وجاءت كل نفس معها ملك يسوقها ويشهد عليها وكلام أمير المؤمنين يحتمل ذلك أيضا لأنه لم يقل أحدهما لكن الأظهر في الأخبار والآثار أنهما ملكان.

  فإن قلت إذا كان تعالى عالما بكل شيء فأي حاجة إلى الملائكة التي تكتب الأعمال كما قال سبحانه {بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ٨٠}⁣[الزخرف: ٨٠] وإذا كان تعالى أعدل العادلين فأي حاجة إلى ملك يشهد على المكلف يوم القيامة وإذا كان قادرا لذاته فأي حاجة إلى ملك يسوق المكلف إلى المحشر قلت يجوز أن يكون في تقرير مثل ذلك في أنفس المكلفين في الدنيا ألطاف ومصالح لهم في أديانهم فيخاطبهم الله تعالى به