شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

86 - ومن خطبة له #

صفحة 364 - الجزء 6

  نَفْسَهُ اَلْعَدْلَ فَكَانَ أَوَّلُ عَدْلِهِ نَفْيُ اَلْهَوَى عَنْ نَفْسِهِ يَصِفُ اَلْحَقَّ وَيَعْمَلُ بِهِ لاَ يَدَعُ لِلْخَيْرِ غَايَةً إِلاَّ أَمَّهَا وَلاَ مَظِنَّةً إِلاَّ قَصَدَهَا قَدْ أَمْكَنَ اَلْكِتَابَ مِنْ زِمَامِهِ فَهُوَ قَائِدُهُ وَإِمَامُهُ يَحُلُّ حَيْثُ حَلَّ ثَقَلُهُ وَيَنْزِلُ حَيْثُ كَانَ مَنْزِلُهُ استشعر الحزن جعله كالشعار وهو ما يلي الجسد من الثياب وتجلبب الخوف جعله جلبابا أي ثوبا.

  زهر مصباح الهدى أضاء وأعد القرى ليومه أي أعد ما قدمه من الطاعات قرى لضيف الموت النازل به والفرات العذب.

  وقوله فشرب نهلا يجوز أن يكون أراد بقوله نهلا المصدر من نهل ينهل نهلا أي شرب حتى روي ويجوز أن يريد بالنهل الشرب الأول خاصة ويريد أنه اكتفى بما شربه أولا فلم يحتج إلى العلل.

  وطريق جدد لا عثار فيه لقوة أرضه وقطع غماره يقال بحر غمر أي كثير الماء وبحار غمار واستمسك من العرى بأوثقها أي من العقود الوثيقة قال تعالى {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}⁣[البقرة: ٢٥٦].

  و نصب نفسه لله أي أقامها.

  كشاف عشوات جمع عشوة وعشوة وعشوة بالحركات الثلاث وهي الأمر الملتبس يقال أوطأني عشوة.