91 - ومن كلام له # لما أراده الناس على البيعة بعد قتل عثمان ¥
  عليه بالإمامة من جهة الرسول ÷ وإن كان أولى الناس بها وأحقهم بمنزلتها لأنه لو كان منصوصا عليه بالإمامة من جهة الرسول # لما جاز له أن يقول دعوني والتمسوا غيري ولا أن يقول ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ولا أن يقول وأنا لكم وزيرا خير مني لكم أميرا وتحمله الإمامية على وجه آخر فيقولون إن الذين أرادوه على البيعة هم كانوا العاقدين بيعة الخلفاء من قبل وقد كان عثمان منعهم أو منع كثيرا منهم عن حقه من العطاء لأن بني أمية استأصلوا الأموال في أيام عثمان فلما قتل قالوا لعلي # نبايعك على أن تسير فينا سيرة أبي بكر وعمر لأنهما كانا لا يستأثران بالمال لأنفسهما ولا لأهلهما فطلبوا من علي # البيعة على أن يقسم عليهم بيوت الأموال قسمة أبي بكر وعمر فاستعفاهم وسألهم أن يطلبوا غيره ممن يسير بسيرتهما وقال لهم كلاما تحته رمز وهو قوله إنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت.
  قالوا وهذا كلام له باطن وغور عميق معناه الإخبار عن غيب يعلمه هو ويجهلونه هم وهو الإنذار بحرب المسلمين بعضهم لبعض واختلاف الكلمة وظهور الفتنة.
  ومعنى قوله له وجوه وألوان أنه موضع شبهة وتأويل فمن قائل يقول أصاب علي ومن قائل يقول أخطأ وكذلك القول في تصويب محاربيه من أهل الجمل وصفين والنهروان وتخطئتهم فإن المذاهب فيه وفيهم تشعبت وتفرقت جدا.
  ومعنى قوله الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت أن الشبهة قد استولت على العقول والقلوب وجهل أكثر الناس محجة الحق أين هي فأنا لكم وزيرا عن رسول الله ÷ أفتي فيكم بشريعته وأحكامه خير لكم مني أميرا محجورا عليه