شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر أمور غيبية أخبر بها الإمام ثم تحققت

صفحة 49 - الجزء 7

  صاحب القيروان الغض البض ذو النسب المحض المنتجب من سلالة ذي البداء المسجى بالرداء وكان عبيد الله المهدي أبيض مترفا مشربا بحمرة رخص البدن تار الأطراف وذو البداء إسماعيل بن جعفر بن محمد # وهو المسجى بالرداء لأن أباه أبا عبد الله جعفرا سجاه بردائه لما مات وأدخل إليه وجوه الشيعة يشاهدونه ليعلموا موته وتزول عنهم الشبهة في أمره.

  وكإخباره عن بني بويه وقوله فيهم ويخرج من ديلمان بنو الصياد إشارة إليهم وكان أبوهم صياد السمك يصيد منه بيده ما يتقوت هو وعياله بثمنه فأخرج الله تعالى من ولده لصلبه ملوكا ثلاثة ونشر ذريتهم حتى ضربت الأمثال بملكهم وكقوله # فيهم ثم يستشري أمرهم حتى يملكوا الزوراء ويخلعوا الخلفاء فقال له قائل فكم مدتهم يا أمير المؤمنين فقال مائة أو تزيد قليلا وكقوله فيهم والمترف ابن الأجذم يقتله ابن عمه على دجلة وهو إشارة إلى عز الدولة بختيار بن معز الدولة أبي الحسين وكان معز الدولة أقطع اليد قطعت يده للنكوص في الحرب وكان ابنه عز الدول بختيار مترفا صاحب لهو وشرب وقتله عضد الدولة فناخسرو ابن عمه بقصر الجص على دجلة في الحرب وسلبه ملكه فأما خلعهم للخلفاء فإن معز الدولة خلع المستكفي ورتب عوضه المطيع وبهاء الدولة أبا نصر بن عضد الدولة خلع الطائع ورتب عوضه القادر وكانت مدة ملكهم كما أخبر به #.

  وكإخباره # لعبد الله بن العباس ¦ عن انتقال الأمر إلى أولاده فإن علي بن عبد الله لما ولد أخرجه أبوه عبد الله إلى علي # فأخذه وتفل في فيه