فصل في ذكر أمور غيبية أخبر بها الإمام ثم تحققت
  وحنكه بتمرة قد لاكها ودفعه إليه وقال خذ إليك أبا الأملاك هكذا الرواية الصحيحة وهي التي ذكرها أبو العباس المبرد في كتاب الكامل وليست الرواية التي يذكر فيها العدد بصحيحة ولا منقولة من كتاب معتمد عليه.
  وكم له من الأخبار عن الغيوب الجارية هذا المجرى مما لو أردنا استقصاءه لكسرنا له كراريس كثيرة وكتب السير تشتمل عليها مشروحة.
  فإن قلت لما ذا غلا الناس في أمير المؤمنين # فادعوا فيه الإلهية لإخباره عن الغيوب التي شاهدوا صدقها عيانا ولم يغلوا في رسول الله ÷ فيدعوا له الإلهية وأخباره عن الغيوب الصادقة قد سمعوها وعلموها يقينا وهو كان أولى بذلك لأنه الأصل المتبوع ومعجزاته أعظم وأخباره عن الغيوب أكثر قلت إن الذين صحبوا رسول الله ÷ وشاهدوا معجزاته وسمعوا أخباره عن الغيوب الصادقة عيانا كانوا أشد آراء وأعظم أحلاما وأوفر عقولا من تلك الطائفة الضعيفة العقول السخيفة الأحلام الذين رأوا أمير المؤمنين # في آخر أيامه كعبد الله بن سبإ وأصحابه فإنهم كانوا من ركاكة البصائر وضعفها على حال مشهورة فلا عجب عن مثلهم أن تستخفهم المعجزات فيعتقدوا في صاحبها أن الجوهر الإلهي قد حله لاعتقادهم أنه لا يصح من البشر هذا إلا بالحلول وقد قيل إن جماعة من هؤلاء كانوا من نسل النصارى واليهود وقد كانوا سمعوا من آبائهم وسلفهم القول بالحلول في أنبيائهم ورؤسائهم فاعتقدوا فيه # مثل ذلك ويجوز أن يكون أصل هذه المقالة من قوم ملحدين أرادوا إدخال الإلحاد في دين الإسلام فذهبوا إلى ذلك ولو كانوا في أيام رسول الله ÷ لقالوا فيه مثل هذه المقالة إضلالا لأهل