96 - ومن كلام له #
  لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ÷ فَمَا أَرَى أَحَداً يُشْبِهُهُمْ مِنْكُمْ لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ شُعْثاً غُبْراً وَقَدْ بَاتُوا سُجَّداً وَقِيَاماً يُرَاوِحُونَ بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وَخُدُودِهِمْ وَيَقِفُونَ عَلَى مِثْلِ اَلْجَمْرِ مِنْ ذِكْرِ مَعَادِهِمْ كَأَنَّ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ رُكَبَ اَلْمِعْزَى مِنْ طُولِ سُجُودِهِمْ إِذَا ذُكِرَ اَللَّهُ هَمَلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تَبُلَّ جُيُوبَهُمْ وَمَادُوا كَمَا يَمِيدُ اَلشَّجَرُ يَوْمَ اَلرِّيحِ اَلْعَاصِفِ خَوْفاً مِنَ اَلْعِقَابِ وَرَجَاءً لِلثَّوَابِ السمت الطريق ولبد الشيء بالأرض يلبد بالضم لبودا التصق بها ويصبحون شعثا غبرا من قشف العبادة وقيام الليل وصوم النهار وهجر الملاذ فيراوحون بين جباههم وخدودهم تارة يسجدون على الجباه وتارة يضعون خدودهم على الأرض بعد الصلاة تذللا وخضوعا والمراوحة بين العمل أن يعمل هذا مرة وهذا مرة ويراوح بين رجليه إذا قام على هذه تارة وعلى هذه أخرى.
  ويقال معزى لهذا الجنس من الغنم ومعز ومعيز وأمعوز ومعز بالتسكين وواحد المعز ماعز كصحب وصاحب والأنثى ماعزة والجمع مواعز.
  وهملت أعينهم سالت تهمل وتهمل.
  ويروى حتى تبل جباههم أي يبل موضع السجود فتبتل الجبهة بملاقاته ومادوا تحركوا واضطربوا إما خوفا من العقاب كما يتحرك الرجل ويضطرب أو رجاء للثواب كما يتحرك النشوان من الطرب وكما يتحرك الجذل المسرور من الفرح