شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

98 - ومن خطبة له #

صفحة 81 - الجزء 7

  وَ اَلْمَوْتُ يَطْلُبُهُ وَغَافِلٌ وَلَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ وَعَلَى أَثَرِ اَلْمَاضِي مَا يَمْضِي اَلْبَاقِي أَلاَ فَاذْكُرُوا هَاذِمَ اَللَّذَّاتِ وَمُنَغِّصَ اَلشَّهَوَاتِ وَقَاطِعَ اَلْأُمْنِيَّاتِ عِنْدَ اَلْمُسَاوَرَةِ لِلْأَعْمَالِ اَلْقَبِيحَةِ وَاِسْتَعِينُوا اَللَّهَ عَلَى أَدَاءِ وَاجِبِ حَقِّهِ وَمَا لاَ يُحْصَى مِنْ أَعْدَادِ نِعَمِهِ وَإِحْسَانِهِ لما كان الماضي معلوما جعل الحمد بإزائه لأن المجهول لا يحمد عليه ولما كان المستقبل غير معلوم جعل الاستعانة بإزائه لأن الماضي لا يستعان عليه ولقد ظرف وأبدع # في قوله ونسأله المعافاة في الأديان كما نسأله المعافاة في الأبدان وذلك أن للأديان سقما وطبا وشفاء كما أن للأبدان سقما وطبا وشفاء قال محمود الوراق

  وإذا مرضت من الذنوب فداوها ... بالذكر إن الذكر خير دواء

  والسقم في الأبدان ليس بضائر ... والسقم في الأديان شر بلاء

  وقيل لأعرابي ما تشتكي قال ذنوبي قيل فما تشتهي قال الجنة قيل أفلا ندعو لك طبيبا قال الطبيب أمرضني.

  سمعت عفيرة بنت الوليد البصرية العابدة رجلا يقول ما أشد العمى على من كان بصيرا فقالت عبد الله غفلت عن مرض الذنوب واهتممت بمرض الأجساد عمى القلوب عن الله أشد من عمى العين عن الدنيا وددت أن الله وهب لي كنه محبته ولم يبق مني جارحة إلا تبلها.

  قيل لحسان بن أبي سنان في مرضه ما مرضك قال مرض لا يفهمه الأطباء قيل