شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

98 - ومن خطبة له #

صفحة 82 - الجزء 7

  وما هو قال مرض الذنوب فقيل كيف تجدك الآن قال بخير إن نجوت من النار قيل فما تشتهي قال ليلة طويلة بعيدة ما بين الطرفين أحييها بذكر الله.

  ابن شبرمة عجبت ممن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار قوله # الدنيا التاركة لكم وإن لم تحبوا تركها معنى حسن ومنه قول أبي الطيب

  كل دمع يسيل منها عليها ... وبفك اليدين عنها تخلى

  والرفض الترك وإبل رفض متروكة ترعى حيث شاءت وقوم سفر أي مسافرون وأموا قصدوا والعلم الجبل أو المنار في الطريق يهتدى به.

  وكأن في هذه المواضع كهي في قوله كأنك بالدنيا لم تكن وكأنك بالآخرة لم تزل ما أقرب ذلك وأسرعه وتقدير الكلام هاهنا كأنهم في حال كونهم غير قاطعين له قاطعون له وكأنهم في حال كونهم غير بالغين له بالغون له لأنه لما قرب زمان إحدى الحالتين من زمان الأخرى شبهوا وهم في الحال الأولى بهم أنفسهم وهم على الحال الثانية.

  قوله # وكم عسى المجري أجرى فلان فرسه إلى الغاية إذا أرسلها ثم نقل ذلك إلى كل من يقصد بكلامه معنى أو بفعله غرضا فقيل فلان يجري بقوله إلى كذا أو يجري بحركته الفلانية إلى كذا أي يقصد وينتهي بإرادته وأغراضه ولا يعدوه ولا يتجاوزه.

  والحثيث السريع ويحدوه يسوقه والمنافسة المحاسدة ونفست عليه بكذا أي ضننت والبؤس الشدة والنفاد الفناء.