شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أقوال مأثورة في مدح الأناة وذم العجلة

صفحة 86 - الجزء 7

أقوال مأثورة في مدح الأناة وذم العجلة

  ومن أمثالهم يريك الهوينى والأمور تطير يضرب لمن ظاهره الأناة وباطنه إبرام الأمور وتنفيذها والحاضرون لا يشعرون ويقولون لمن هو كذلك وَتَرَى اَلْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ اَلسَّحابِ.

  ووقع ذو الرئاستين إلى عامل له أن أسرع النار التهابا أسرعها خمودا فتأن في أمرك

  ويقال إن آدم # أوصى ولده عند موته فقال كل عمل تريدون أن تعملوه فتوقفوا فيه ساعة فإني لو توقفت لم يصبني ما أصابني.

  بعض الأعراب يوصي ولده إياكم والعجلة فإن أبي كان يكنيها أم الندم.

  وكان يقال من ورد عجلا صدر خجلا.

  وقال ابن هاني المغربي

  وكل أناة في المواطن سؤدد ... ولا كأناة من قدير محكم

  ومن يتبين أن للصفح موضعا ... من السيف يصفح عن كثير ويحلم

  وما الرأي إلا بعد طول تثبت ... ولا الحزم إلا بعد طول تلوم

  وقوله # بطيء القيام سريع إذا قام فيه شبه من قول الشنفري

  مسبل في الحي أحوى رفل ... وإذا يغزو فسمع أزل

  ومن أمثالهم في مدح الأناة وذم العجلة أخطأ مستعجل أو كاد وأصاب متثبت أو كاد.