شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

101 - ومن خطبة له # تجري هذا المجرى

صفحة 103 - الجزء 7

  سَلَبُهُمْ يُجَاهِدُهُمْ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ قَوْمٌ أَذِلَّةٌ عِنْدَ اَلْمُتَكَبِّرِينَ فِي اَلْأَرْضِ مَجْهُولُونَ وَفِي اَلسَّمَاءِ مَعْرُوفُونَ فَوَيْلٌ لَكِ يَا بَصْرَةُ عِنْدَ ذَلِكِ مِنْ جَيْشٍ مِنْ نِقَمِ اَللَّهِ لاَ رَهَجَ لَهُ وَلاَ حِسَّ وَسَيُبْتَلَى أَهْلُكِ بِالْمَوْتِ اَلْأَحْمَرِ وَاَلْجُوعِ اَلْأَغْبَرِ قطع الليل جمع قطع وهو الظلمة قال تعالى {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ}⁣[هود: ٨١].

  قوله لا تقوم لها قائمة أي لا تنهض بحربها فئة ناهضة أو لا تقوم لتلك الفتن قائمة من قوائم الخيل يعني لا سبيل إلى قتال أهلها ولا يقوم لها قلعة قائمة أو بنية قائمة بل تنهدم.

  قوله ولا يرد لها راية أي لا تنهزم ولا تفر لأنها إذا فرت فقد ردت على أعقابها.

  قوله مزمومة مرحولة أي تامة الأدوات كاملة الآلات كالناقة التي عليها رحلها وزمامها قد استعدت لأن تركب.

  يحفزها يدفعها ويجهدها يحمل عليها في السير فوق طاقتها جهدت دابتي بالفتح ويجوز أجهدت والمراد أن أرباب تلك الفتن يجتهدون ويجدون في إضرام نارها رجلا وفرسانا فالرجل كنى عنهم بالقائد والفرسان كنى عنهم بالراكب.

  والكلب الشدة من البرد وغيره ومثله الكلبة وقد كلب الشتاء وكلب القحط وكلب العدو والكلب أيضا الشر دفعت عنك كلب فلان أي شره وأذاه.