شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

طلحة والزبير ونسبهما

صفحة 225 - الجزء 1

  أوصاهم ألا يدفنوه إذا قتل، وقال: اجعلوني أكلا للسباع كالشيء الذي يرغب به الضبع في الخروج، وتقدير الكلام، لا تقبروني ولكن اجعلوني كالتي يقال لها خامري أم عامر، وهي الضبع، فإنها لا تقبر ويمكن أن يقال أيضا، أراد لا تقبروني واجعلوني فريسة للتي يقال لها خامري أم عامر؛ لأنها تأكل الجيف وأشلاء القتلى والموتى.

  وقال أبو عبيدة: يأتي الصائد فيضرب بعقبه الأرض عند باب مغارها ضربا خفيفا وذلك هو اللدم، ويقول خامري أم عامر مرارا بصوت ليس بشديد، فتنام على ذلك، فيدخل إليها فيجعل الحبل في عرقوبها ويجرها فيخرجها، يقول: لا أقعد عن الحرب والانتصار لنفسي وسلطاني، فيكون حالي مع القوم المشار إليهم حال الضبع مع صائدها، فأكون قد أسلمت نفسي فعل العاجز الأحمق ولكني أحارب من عصاني بمن أطاعني حتى أموت، ثم عقب ذلك بقوله إن الاستئثار علي والتغلب أمر لم يتجدد الآن، ولكنه كان منذ قبض رسول الله ÷.

طلحة والزبير ونسبهما

  وطلحة هو أبو محمد طلحة بن عبيد الله، بن عثمان، بن عمرو، بن كعب، بن سعد، بن تيم، بن مرة، أبوه ابن عم أبي بكر وأمه الصعبة بنت الحضرمي، وكانت قبل أن تكون عند عبيد الله تحت أبي سفيان صخر بن حرب فطلقها، ثم تبعتها نفسه، فقال فيها شعرا أوله:

  وإني وصعبة فيما أرى ... بعيدان والود ود قريب

  في أبيات مشهورة، وطلحة أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد أصحاب الشورى، وكان له في الدفاع عن رسول الله ÷ يوم أحد أثر عظيم وشلت بعض