شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

112 - ومن خطبة له #

صفحة 247 - الجزء 7

  وُجُوهِكُمْ وَقِلَّةِ صَبْرِكُمْ عَمَّا زُوِيَ مِنْهَا عَنْكُمْ كَأَنَّهَا دَارُ مُقَامِكُمْ وَكَأَنَّ مَتَاعَهَا بَاقٍ عَلَيْكُمْ وَمَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ أَنْ يَسْتَقْبِلَ أَخَاهُ بِمَا يَخَافُ مِنْ عَيْبِهِ إِلاَّ مَخَافَةُ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ بِمِثْلِهِ قَدْ تَصَافَيْتُمْ عَلَى رَفْضِ اَلآْجِلِ وَحُبِّ اَلْعَاجِلِ وَصَارَ دِينُ أَحَدِكُمْ لُعْقَةً عَلَى لِسَانِهِ صَنِيعَ مَنْ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ وَأَحْرَزَ رِضَا رِضَى سَيِّدِهِ قوله # فإنها منزل قلعة بضم القاف وسكون اللام أي ليست بمستوطنة ويقال هذا مجلس قلعة إذا كان صاحبه يحتاج إلى أن يقوم مرة بعد مرة ويقال هم على قلعة أي على رحلة ومن هذا الباب قولهم فلان قلعة إذا كان ينقلع عن سرجه ولا يثبت في البطش والصراع والقلعة أيضا المال العارية.

  وفي الحديث بئس المال القلعة.

  والنجعة طلب الكلأ في موضعه وفلان ينتجع الكلأ ومنه انتجعت فلانا إذا أتيته تطلب معروفه.

  ثم وصف هوان الدنيا على الله تعالى فقال من هوانها أنه خلط حلالها بحرامها ... الكلام مراده تفضيل الدار الآتية على هذه الحاضرة فإن تلك صفو كلها وخير كلها وهذه مشوبة والكدر والشر فيها أغلب من الصفو والخير ومن كلام بعض الصالحين من هوان الدنيا على الله أنه لا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها ويروى ولم يضن بها على أعدائه والرواية المشهورة عن أعدائه وكلاهما مستعمل.