113 - ومن خطبة له #
  الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}[التوبة: ١٢٣] قالوا أراد مجاهدة النفوس ومن كلام رسول الله ÷ أبت الأنفس إلا حب المال والشرف وإن حبهما لأذهب بدين أحدكم من ذئبين ضاريين باتا في زريبة غنم إلى الصباح فما ذا يبقيان منها.
  ثم شرع في استغفار الله سبحانه من كل ذنب وعبر عن ذلك بقوله مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه لأنه تعالى عالم بكل شيء ومحيط بكل شيء وقد أوضح ذلك بقوله علم غير قاصر وكتاب غير مغادر أي غير مبق شيئا لا يحصيه قال تعالى {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}[الكهف: ٤٩].
  ثم قال ونؤمن به إيمان من عاين وشاهد لأن إيمان العيان أخلص وأوثق من إيمان الخبر فإنه ليس الخبر كالعيان وهذا إشارة إلى إيمان العارفين الذين هو # سيدهم ورئيسهم ولذلك قال لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا.
  وقوله تصعدان القول إشارة إلى قوله تعالى {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}[فاطر: ١٠] وروي تسعدان القول بالسين أي هما شهادتان بالقلب يعاضدان الشهادة باللسان ويسعدانها.
  ثم ذكر أنهما شهادتان لا يخف ميزان هما فيه ولا يثقل ميزان رفعا عنه.
  أما أنه لا يثقل ميزان رفعا عنه فهذا لا كلام فيه وإنما الشأن في القضية الأولى لأن ظاهر هذا القول يشعر بمذهب المرجئة الخلص وهم أصحاب مقاتل بن سليمان القائلون إنه لا يضر مع الشهادتين معصية أصلا وإنه لا يدخل النار من في قلبه ذرة من الإيمان