شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

صلاة الاستسقاء وآدابها

صفحة 268 - الجزء 7

  قالوا وقد روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال إذا بخس المكيال حبس القطر.

  وقال مجاهد في قوله تعالى {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ١٥٩}⁣[البقرة: ١٥٩] قال دواب الأرض تلعنهم يقولون منعنا القطر بخطاياهم.

  قالوا ويأمر الإمام الناس بصوم ثلاثة أيام قبل الخروج ثم يخرج في اليوم الرابع وهم صيام ويأمرهم بالصدقة ويستسقي بالصالحين من أهل بيت رسول الله ÷ كما فعل عمر ويحضر معه أهل الصلاح والخير ويستسقي بالشيوخ والصبيان.

  واختلفوا في إخراج البهائم فمنهم من استحب ذلك ومنهم من كرهه ويكره إخراج أهل الذمة فإن حضروا من عند أنفسهم لم يمنعوا والغسل والسواك في صلاة الاستسقاء عندهم مسنونان ولا يستحب فيهما التطيب لأن الحال لا يقتضيه.

  وينبغي أن يكون الخروج بتواضع وخشوع وإخبات كما خرج رسول الله ÷ للاستسقاء.

  قالوا ولا يؤذن لهذه الصلاة ولا يقام وإنما ينادي لها الصلاة جامعة وهي ركعتان كصلاة العيد يكبر في الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات.

  قالوا ويخطب بعد الصلاة خطبتين ويكون دعاء الاستسقاء في الخطبة الأولى.

  قالوا فيقول اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا مريعا غدقا مجللا طبقا سحا دائما اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والضنك والجهد ما لا نشكوه إلا إليك اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء اللهم اكشف عنا الجهد والجوع والعري واكشف عنا ما لا يكشفه غيرك اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا.