شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار وأحاديث في الاستسقاء

صفحة 274 - الجزء 7

  هنيئا مريئا مريعا مربعا مرتعا وابلا سابلا مسيلا مجللا درا نافعا غير ضار عاجلا غير رائث غيثا اللهم تحيي به العباد وتغيث به البلاد وتجعله بلاغا للحاضر منا والباد اللهم أنزل علينا في أرضنا زينتها وأنزل علينا في أرضنا سكنها اللهم أنزل علينا ماء طهورا فأحي به بلدة ميتا واسقه مما خلقت لنا أنعاما وأناسي كثيرا.

  وروى عبد الله بن مسعود أن عمر بن الخطاب خرج يستسقي بالعباس فقال اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك وقفية آبائه وكبر رجاله فإنك قلت وقولك الحق {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ}⁣[الكهف: ٨٢] الآية فحفظتهما لصلاح أبيهما فاحفظ اللهم نبيك في عمه فقد دلونا به إليك مستشفعين ومستغفرين ثم أقبل على الناس فقال استغفروا ربكم إنه كان غفارا.

  قال ابن مسعود رأيت العباس يومئذ وقد طال عمر وعيناه تنضحان وسبائبة تجول على صدره وهو يقول اللهم أنت الراعي فلا تهمل الضالة ولا تدع الكسير بدار مضيعة فقد ضرع الصغير ورق الكبير وارتفعت الشكوى وأنت تعلم السر وأخفى اللهم أغثهم بغياثك من قبل أن يقنطوا فيهلكوا إنه لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون.