8 - ومن كلام له # يعني به الزبير في حال اقتضت ذلك
  مشورة مني وبايعوني عن مشورة منهم واجتماع، فإذا أتاك كتابي فبايع لي وأوفد إلي أشراف أهل الشام قبلك، فلما قدم رسوله على معاوية وقرأ كتابه بعث رجلا من بني عميس، وكتب معه كتابا إلى الزبير بن العوام، وفيه ﷽ لعبد الله الزبير أمير المؤمنين من معاوية بن أبي سفيان سلام، عليك أما بعد فإني قد بايعت لك أهل الشام فأجابوا واستوسقوا كما يستوسق الجلب، فدونك الكوفة والبصرة لا يسبقك إليها ابن أبي طالب، فإنه لا شيء بعد هذين المصرين، وقد بايعت لطلحة بن عبيد الله من بعدك فأظهرا الطلب بدم عثمان وادعوا الناس إلى ذلك وليكن منكما الجد والتشمير أظفركما الله وخذل مناوئكما.
  فلما وصل هذا الكتاب إلى الزبير سر به وأعلم به طلحة وأقرأه إياه فلم يشكا في النصح لهما من قبل معاوية، وأجمعا عند ذلك على خلاف علي #.
  جاء الزبير وطلحة إلى علي # بعد البيعة بأيام فقالا له: يا أمير المؤمنين، قد رأيت ما كنا فيه من الجفوة في ولاية عثمان كلها وعلمت رأي عثمان كان في بني أمية، وقد ولاك الله الخلافة من بعده فولنا بعض أعمالك، فقال لهما ارضيا بقسم الله لكما حتى أرى رأيي واعلما أني لا أشرك في أمانتي إلا من أرضى بدينه وأمانته من أصحابي ومن قد عرفت دخيلته.
  فانصرفا عنه وقد دخلهما اليأس فاستأذناه في العمرة.