شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

119 - ومن كلام له #

صفحة 288 - الجزء 7

١١٩ - ومن كلام له #

  تَاللَّهِ لَقَدْ عُلِّمْتُ تَبْلِيغَ اَلرِّسَالاَتِ وَإِتْمَامَ اَلْعِدَاتِ وَتَمَامَ اَلْكَلِمَاتِ وَعِنْدَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ أَبْوَابُ اَلْحُكْمِ وَضِيَاءُ اَلْأَمْرِ أَلاَ وَإِنَّ شَرَائِعَ اَلدِّينِ وَاحِدَةٌ وَسُبُلَهُ قَاصِدَةٌ مَنْ أَخَذَ بِهَا لَحِقَ وَغَنِمَ وَمَنْ وَقَفَ عَنْهَا ضَلَّ وَنَدِمَ اِعْمَلُوا لِيَوْمٍ تُذْخَرُ لَهُ اَلذَّخَائِرُ وَتُبْلَى فِيهِ اَلسَّرَائِرُ وَمَنْ لاَ يَنْفَعُهُ حَاضِرُ لُبِّهِ فَعَازِبُهُ عَنْهُ أَعْجَزُ وَغَائِبُهُ أَعْوَزُ وَاِتَّقُوا نَاراً حَرُّهَا شَدِيدٌ وَقَعْرُهَا بَعِيدٌ وَحِلْيَتُهَا حَدِيدٌ وَشَرَابُهَا صَدِيدٌ.

  أَلاَ وَإِنَّ اَللِّسَانَ اَلصَّالِحَ يَجْعَلُهُ اَللَّهُ تَعَالَى لِلْمَرْءِ فِي اَلنَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ اَلْمَالِ يُورِثُهُ مَنْ لاَ يَحْمَدُهُ رواها قوم لقد علمت بالتخفيف وفتح العين والرواية الأولى أحسن فتبليغ الرسالات تبليغ الشرائع بعد وفاة الرسول ÷ إلى المكلفين وفيه إشارة إلى قوله تعالى {يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ}⁣[الأحزاب: ٣٩] وإلى قول النبي ÷ في قصة براءة لا يؤدي عني إلا أنا ورجل مني.