شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

124 - ومن كلام له # في حث أصحابه على القتال

صفحة 6 - الجزء 8

  مقاومة الأخ المذكور وذلك قبيح محرم مثاله زيد وعمرو مسلمان ولهما قرنان كافران في الحرب لا يجوز لزيد أن ينكل عن قرنه فيجتمع قرنه وقرن عمرو على عمرو.

  ثم أقسم # أنهم إن سلموا من الألم النازل بهم لو قتلوا بالسيف في الدنيا فإنهم لم يسلموا من عقاب الله تعالى في الآخرة على فرارهم وتخاذلهم وسمى ذلك سيفا على وجه الاستعارة وصناعة الكلام لأنه قد ذكر سيف الدنيا فجعل ذلك في مقابلته.

  واللهاميم السادات الأجواد من الناس والجياد من الخيل الواحد لهموم والسنام الأعظم يريد شرفهم وعلو أنسابهم لأن السنام أعلى أعضاء البعير.

  وموجدة الله غضبه وسخطه.

  ويروى والذل اللاذم بالذال المعجمة وهو بمعنى اللازم أيضا لذمت المكان بالكسر أي لزمته.

  ثم ذكر أن الفرار لا يزيد في العمر وقال الراجز

  قد علمت حسناء دعجاء المقل ... أن الفرار لا يزيد في الأجل

  ثم قال لهم أيكم يروح إلى الله فيكون كالظمآن يرد الماء.

  ثم قال الجنة تحت أطراف العوالي وهذا من قول رسول الله ÷ الجنة تحت ظلال السيوف وسمع بعض الأنصار رسول الله ÷ يقول يوم أحد الجنة تحت ظلال السيوف وفي يده تميرات يلوكها فقال بخ بخ ليس بيني وبين الجنة إلا هذه التميرات ثم قذفها من يده وكسر جفن سيفه وحمل على قريش فقاتل حتى قتل.

  ثم قال اليوم تبلى الأخبار هذا من قول الله تعالى {وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ٣١}⁣[محمد: ٣١] أي نختبر أفعالكم.