مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر
  والجواب أن هذا مقصور على اليهود لأن ذكرهم هو المقدم في الآية قال سبحانه وتعالى {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ}[المائدة: ٤٢] ثم قال عقيب قوله {هُمُ الْكَافِرُونَ ٤٤}[المائدة: ٤٤]: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}[المائدة: ٤٦] فدل على أنها مقصورة على اليهود.
  ومنها قوله تعالى {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ١٤ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ١٥ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ١٦}[الليل: ١٤ - ١٦] قالوا وقد اتفقنا مع المعتزلة على أن الفاسق يصلى النار فوجب أن يسمى كافرا.
  والجواب أن قوله تعالى {ناراً} نكرة في سياق الإثبات فلا تعم وإنما تعم النكرة في سياق النفي نحو قولك ما في الدار من رجل وغير ممتنع أن يكون في الآخرة نار مخصوصة لا يصلاها إلا الذين كذبوا وتولوا ويكون للفساق نار أخرى غيرها.
  ومنها قوله تعالى {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ٤٩}[التوبة: ٤٩] قالوا والفاسق تحيط به جهنم فوجب أن يكون كافرا.
  والجواب أنه لم يقل سبحانه وإن جهنم لا تحيط إلا بالكافرين وليس يلزم من كونها محيطة بقوم ألا تحيط بقوم سواهم.
  ومنها قوله سبحانه {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ١٠٦}[آل عمران: ١٠٦] قالوا