مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر
  والفاسق لا يجوز أن يكون ممن ابيضت وجوههم فوجب أن يكون ممن اسودت ووجب أن يسمى كافرا لقوله {بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ١٠٦}[آل عمران: ١٠٦].
  و الجواب أن هذه القسمة ليست متقابلة فيجوز أن يكون المكلفون ثلاثة أقسام بيض الوجوه وسود الوجوه وصنف آخر ثالث بين اللونين وهم الفساق.
  ومنها قوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ٣٨ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ٣٩ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ٤٠ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ٤١ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ٤٢}[عبس: ٣٨ - ٤٢] قالوا والفاسق على وجهه غبرة فوجب أن يكون من الكفرة والفجرة.
  والجواب أنه يجوز أن يكون الفساق قسما ثالثا لا غبرة على وجوههم ولا هي مسفرة ضاحكة بل على ما كانت عليه في دار الدنيا.
  ومنها قوله تعالى {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ١٧}[سبأ: ١٧] قالوا والفاسق لا بد أن يجازى فوجب أن يكون كفورا.
  والجواب أن المراد بذلك وهل نجازي بعقاب الاستئصال إلا الكفور لأن الآية وردت في قصة أهل سبإ لكونهم استؤصلوا بالعقوبة.
  ومنها أنه تعالى قال {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ٤٢}[الحجر: ٤٢] وقال في آية أخرى {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ١٠٠}[النحل: ١٠٠] فجعل الغاوي الذي يتبعه مشركا.
  والجواب أنا لا نسلم أن لفظة إنما تفيد الحصر وأيضا فإنه عطف قوله