فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم
  ثم ظهر المغيرة بن سعيد مولى بجيلة فأراد أن يحدث لنفسه مقالة يستهوي بها قوما وينال بها ما يريد الظفر به من الدنيا فغلا في علي # وقال لو شاء علي لأحيا عادا وثمود وقرونا بين ذلك كثيرا.
  وروى علي بن محمد النوفلي قال جاء المغيرة بن سعيد فاستأذن على أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين وقال له أخبر الناس أني أعلم الغيب وأنا أطعمك العراق فزجره أبو جعفر زجرا شديدا وأسمعه ما كره فانصرف عنه فأتى أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية | فقال له مثل ذلك وكان أبو هاشم أيدا فوثب عليه فضربه ضربا شديدا أشفى به على الموت فتعالج حتى برئ ثم أتى محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن | وكان محمد سكيتا فقال له كما قال للرجلين فسكت محمد فلم يجبه فخرج وقد طمع فيه بسكوته وقال أشهد أن هذا هو المهدي الذي بشر به رسول الله ÷ وأنه قائم أهل البيت وادعى أن علي بن الحسين # أوصى إلى محمد بن عبد الله بن الحسن ثم قدم المغيرة الكوفة وكان مشعبذا فدعا الناس إلى قوله واستهواهم واستغواهم فاتبعه خلق كثير وادعى على محمد بن عبد الله أنه أذن له في خنق الناس وإسقائهم السموم وبث أصحابه في الأسفار يفعلون ذلك بالناس فقال له بعض أصحابه إنا نخنق من لا نعرف فقال لا عليكم إن كان من أصحابكم عجلتموه إلى الجنة وإن كان من عدوكم عجلتموه إلى النار ولهذا السبب كان المنصور يسمي محمد بن عبد الله الخناق وينحله ما ادعاه عليه المغيرة.
  ثم تفاقم أمر الغلاة بعد المغيرة وأمعنوا في الغلو فادعوا حلول الذات الإلهية