شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

12 - ومن كلام له # لما أظفره الله بأصحاب الجمل

صفحة 248 - الجزء 1

  في أهل مكة يوم الفتح، فإنه أراد أن يستعرضهم بالسيف، ثم من عليهم وكان يحب أن يهديهم الله.

  قال فطر بن خليفة ما دخلت دار الوليد بالكوفة التي فيها القصارون إلا وذكرت بأصواتهم وقع السيوف يوم الجمل.

  حرب بن جيهان الجعفي لقد رأيت الرماح يوم الجمل قد أشرعها الرجال بعضهم في صدر بعض، كأنها آجام القصب لو شاءت الرجال أن تمشي عليها لمشت، ولقد صدقونا القتال حتى ما ظننت أن ينهزموا وما رأيت يوما قط أشبه بيوم الجمل من يوم جلولاء الوقيعة.

  الأصبغ بن نباتة لما انهزم أهل البصرة ركب علي # بغلة رسول الله ÷ الشهباء، وكانت باقية عنده وسار في القتلى يستعرضهم، فمر بكعب بن سور القاضي قاضي البصرة، وهو قتيل، فقال: أجلسوه.

  فأجلس فقال له: ويلمك كعب بن سور لقد كان لك علم لو نفعك ولكن الشيطان أضلك فأزلك فعجلك إلى النار أرسلوه، ثم مر بطلحة بن عبيد الله قتيلا، فقال: أجلسوه.

  فأجلس قال أبو مخنف في كتابه فقال: ويلمك طلحة لقد كان لك قدم لو نفعك ولكن الشيطان أضلك فأزلك فعجلك إلى النار.

  وأما أصحابنا فيروون غير ذلك يروون أنه # قال له لما أجلسوه أعزز علي أبا محمد أن أراك معفرا تحت نجوم السماء، وفي بطن هذا الوادي أبعد جهادك في الله، وذبك عن رسول الله ÷ فجاء إليه إنسان فقال: أشهد يا أمير المؤمنين، لقد مررت عليه بعد أن أصابه السهم، وهو صريع فصاح بي فقال من أصحاب من أنت فقلت من أصحاب أمير المؤمنين #، فقال: امدد يدك لأبايع