شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

من أخبار يوم الجمل

صفحة 249 - الجزء 1

  لأمير المؤمنين # فمددت إليه يدي فبايعني لك، فقال علي # أبى الله أن يدخل طلحة الجنة إلا وبيعتي في عنقه، ثم مر بعبد الله بن خلف الخزاعي وكان # قتله بيده مبارزة، وكان رئيس أهل البصرة، فقال: أجلسوه، فأجلس فقال: الويل لك يا ابن خلف، لقد عانيت أمرا عظيما.

  وقال شيخنا أبو عثمان الجاحظ، ومر # بعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، فقال: أجلسوه، فأجلس، فقال: هذا يعسوب قريش هذا اللباب المحض من بني عبد مناف، ثم قال: شفيت نفسي وقتلت معشري إلى الله أشكو عجري وبجري قتلت الصناديد من بني عبد مناف، وأفلتني الأعيار من بني جمح، فقال له: قائل لشد ما أطريت هذا الفتى منذ اليوم يا أمير المؤمنين، قال: إنه قام عني وعنه نسوة لم يقمن عنك.

  قال أبو الأسود الدؤلي: لما ظهر علي # يوم الجمل دخل بيت المال بالبصرة في ناس من المهاجرين والأنصار وأنا معهم، فلما رأى كثرة ما فيه قال غري غيري مرارا، ثم نظر إلى المال وصعد فيه بصره وصوب، وقال: اقسموه بين أصحابي خمسمائة خمسمائة، فقسم بينهم فلا والذي بعث محمدا بالحق ما نقص درهما ولا زاد درهما، كأنه كان يعرف مبلغه ومقداره، وكان ستة آلاف ألف درهم والناس اثنا عشر ألفا.