من أخبار يوم الجمل
  حبة العرني قسم علي # بيت مال البصرة على أصحابه خمسمائة خمسمائة، وأخذ خمسمائة درهم كواحد منهم فجاءه إنسان لم يحضر الوقعة، فقال: يا أمير المؤمنين، كنت شاهدا معك بقلبي وإن غاب عنك جسمي فأعطني من الفيء شيئا، فدفع إليه الذي أخذه لنفسه وهو خمسمائة درهم، ولم يصب من الفيء شيئا.
  اتفقت الرواة كلها على أنه # قبض ما وجد في عسكر الجمل من سلاح ودابة ومملوك ومتاع وعروض فقسمه بين أصحابه وأنهم قالوا له اقسم بيننا أهل البصرة فاجعلهم رقيقا، فقال: لا فقالوا فكيف تحل لنا دماءهم وتحرم علينا سبيهم، فقال: كيف يحل لكم ذرية ضعيفة في دار هجرة وإسلام أما ما أجلب به القوم في معسكرهم عليكم فهو لكم مغنم، وأما ما وارت الدور وأغلقت عليه الأبواب فهو لأهله ولا نصيب لكم في شيء منه، فلما أكثروا عليه قال: فأقرعوا على عائشة لأدفعها إلى من تصيبه القرعة فقالوا: نستغفر الله يا أمير المؤمنين، ثم انصرفوا