شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

من أخبار يوم الجمل أيضا

صفحة 255 - الجزء 1

  إني أتاني خبر ذو ألوان ... إن عليا قتل ابن عفان

  ردوا إلينا شيخنا كما كان ... يا رب وابعث ناصرا لعثمان

  يقتلهم بقوة وسلطان

  فأجابه رجل من عسكر الكوفة:

  أبت سيوف مذحج وهمدان ... بأن ترد نعثلا كما كان

  خلقا سويا بعد خلق الرحمن ... وقد قضى بالحكم حكم الشيطان

  وفارق الحق ونور الفرقان ... فذاق كأس الموت شرب الظمآن

  ومن الرجز المشهور المقول يوم الحمل قاله أهل البصرة:

  يا أمنا عائش لا تراعي ... كل بنيك بطل المصاع

  ينعى ابن عفان إليك ناع ... كعب بن سور كاشف القناع

  فارضي بنصر السيد المطاع ... والأزد فيها كرم الطباع

  ومنه قول بعضهم:

  يا أمنا يكفيك منا دنوه ... لن يؤخذ الدهر الخطام عنوه

  وحولك اليوم رجال شنوه ... وحي همدان رجال الهبوه

  والمالكيون القليلو الكبوه ... والأزد حي ليس فيهم نبوه

  قالوا وخرج من أهل البصرة شيخ صبيح الوجه نبيل عليه جبة وشي يحض الناس على الحرب ويقول:

  يا معشر الأزد عليكم أمكم ... فإنها صلاتكم وصومكم

  والحرمة العظمى التي تعمكم ... فأحضروها جدكم وحزمكم