شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

130 - ومن كلام له # لأبي ذر | لما أخرج إلى الربذة

صفحة 262 - الجزء 8

  والكثرة كتلك الأخبار والوجه أن يقال في الاعتذار عن عثمان وحسن الظن بفعله أنه خاف الفتنة واختلاف كلمة المسلمين فغلب على ظنه أن إخراج أبي ذر إلى الربذة أحسم للشغب وأقطع لأطماع من يشرئب إلى شق العصا فأخرجه مراعاة للمصلحة ومثل ذلك يجوز للإمام هكذا يقول أصحابنا المعتزلة وهو الأليق بمكارم الأخلاق فقد قال الشاعر:

  إذا ما أتت من صاحب لك زلة ... فكن أنت محتالا لزلته عذرا

  وإنما يتأول أصابنا لمن يحتمل حاله التأويل كعثمان فأما من لم يحتمل حاله التأويل وإن كانت له صحبة سالفة كمعاوية وأضرابه فإنهم لا يتأولون لهم إذا كانت أفعالهم وأحوالهم لا وجه لتأويلها ولا تقبل العلاج والإصلاح