131 - ومن كلام له #
  فإن قلت أي وجه لإدخال هذا الكلام في غضون مقصده في هذه الخطبة فإنها مبنية على ذم أصحابه وتقرير قاعدة الإمامة وأنه لا يجوز أن يليها الفاسق وأنه لا بد للإمام من صفات مخصوصة عددها # وكل هذا لا تعلق لسبقه إلى الإسلام قلت بل الكلام متعلق بعضه ببعض من وجهين أحدهما أنه لما قال اللهم إنك تعلم أني ما سللت السيف طلبا للملك أراد أن يؤكد هذا القول في نفوس السامعين فقال أنا أول من أسلم ولم يكن الإسلام حينئذ معروفا أصلا ومن يكون إسلامه هكذا لا يكون قد قصد بإسلامه إلا وجه الله تعالى والقربة إليه فمن تكون هذه حاله في مبدإ أمره كيف يخطر ببال عاقل أنه يطلب الدنيا وحطامها ويجرد عليها السيف في آخر عمره ووقت انقضاء مدة عمره.
  والوجه الثاني أنه إذا كان أول السابقين وجب أن يكون أقرب المقربين لأنه تعالى قال {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١}[الواقعة: ١٠ - ١١] ألا ترى أنه إذا قال الملك العالمون العاملون هم المختصون بنا وجب أن يكون أعلمهم أشدهم به اختصاصا وإذا كان # أقرب المقربين وجب أن تنتفي عنه الموانع الستة التي جعل كل واحد منها صادا عن الإمامة وقاطعا عن استحقاقها وهي البخل والجهل والجفاء أي الغلظة العصبية في دولته أي تقديم قوم على قوم والارتشاء في الحكم والتعطيل للسنة وإذا انتفت عنه هذه الموانع الستة تعين أن يكون هو الإمام لأن شروط الإمامة موجودة فيه بالاتفاق فإذا كانت موانعها عنه منتفية ولم يحصل لغيره اجتماع الشروط وارتفاع الموانع وجب أن يكون هو الإمام لأنه لا يجوز خلو العصر من إمام سواء كانت هذه القضية عقلية أو سمعية.