131 - ومن كلام له #
  فإن قلت أفتراه عني بهذا قوما بأعيانهم قلت الإمامية تزعم أنه رمز في الجفاء والعصبية لقوم دون قوم إلى عمر ورمز بالجهل إلى من كان قبله ورمز بتعطيل السنة إلى عثمان ومعاوية وأما نحن فنقول إنه # لم يعن ذلك وإنما قال قولا كليا غير مخصوص وهذا هو اللائق بشرفه # وقول الإمامية دعوى لا دليل عليها ولا يعدم كل أحد أن يستنبط من كل كلام ما يوافق غرضه وإن غمض ولا يجوز أن تبنى العقائد على مثل هذه الاستنباطات الدقيقة.
  والنهمة الهمة الشديدة بالأمر قد نهم بكذا بالضم فهو منهوم أي مولع به حريص عليه يقول إذا كان الإمام بخيلا كان حرصه وجشعه على أموال رعيته ومن رواها نهمته بالتحريك فهي إفراط الشهوة في الطعام والماضي نهم بالكسر.
  قوله # فيقطعهم بجفائه أي يقطعهم عن حاجاتهم لغلظته عليهم لأن الوالي إذا كان غليظا جافيا أتعب الرعية وقطعهم عن مراجعته في حاجاتهم خوفا من بادرته ومعرته.
  قوله ولا الحائف للدول أي الظالم لها والجائر عليها والدول جمع دولة بالضم وهي اسم المال المتداول به ويقال هذا الفيء دولة بينهم أي يتداولونه والمعنى أنه يجب أن يكون الإمام يقسم بالسوية ولا يخص قوما دون قوم على وجه العصبية لقبيلة دون قبيلة أو لإنسان من المسلمين دون غيره فيتخذ بذلك بطانة.
  قوله فيقف بها دون المقاطع المقاطع جمع مقطع وهو ما ينتهي الحق إليه أي لا تصل الحقوق إلى أربابها لأجل ما أخذ من الرشوة عليها.