133 - ومن كلام له #
  قوله وقدحت له من قضبانها بالضم جمع قضيب وهو الغصن والمعنى أنه بقدرته أخرج من الشجر الأخضر نارا والنار ضد هذا الجسم المخصوص وهذا هو قوله تعالى {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ٨٠}[يس: ٨٠] بعينه.
  وآتت أكلها أعطت ما يؤكل منها وهو أيضا من الألفاظ القرآنية.
  واليانعة الناضجة وبكلماته أي بقدرته ومشيئته وهذه اللفظة من الألفاظ المنقولة على أحد الأقسام الأربعة المذكورة في كتبنا في أصول الفقه وهو استعمال لفظة متعارفة في اللغة العربية في معنى لم يستعملها أهل اللغة فيه كنقل لفظة الصلاة الذي هو في أصل اللغة للدعاء إلى هيئات وأوضاع مخصوصة ولم تستعمل العرب تلك اللفظة فيها ولا يصح قول من قال المراد بذلك قوله كن لأنه تعالى لا يجوز أن يخاطب المعدوم وقوله تعالى {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٤٠}[النحل: ٤٠] من باب التوسع والاستعارة المملوء منهما القرآن والمراد سرعة المؤاتاة وعجلة الإيجاد وأنه إذا أراد من أفعاله أمرا كان: مِنْهَا: وَكِتَابُ اَللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ نَاطِقٌ لاَ يَعْيَا لِسَانُهُ وَبَيْتٌ لاَ تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ وَعِزٌّ لاَ تُهْزَمُ أَعْوَانُهُ