شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

133 - ومن كلام له #

صفحة 274 - الجزء 8

  يقال هو نازل بين أظهرهم وبين ظهريهم وبين ظهرانيهم بفتح النون أي نازل بينهم فإن قلت لما ذا قالت العرب بين أظهرهم ولم تقل بين صدورهم قلت أرادت بذلك الإشعار بشدة المحاماة عنه والمراماة من دونه لأن النزيل إذا حامى القوم عنه استقبلوا شبا الأسنة وأطراف السيوف عنه بصدورهم وكان هو محروسا مصونا عن مباشرة ذلك وراء ظهورهم.

  ولا يعيا لسانه لا يكل عييت بالمنطق فأنا عيي على فعيل ويجوز عي الرجل في منطقه بالتشديد فهو عي على فعل: مِنْهَا أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ اَلرُّسُلِ وَتَنَازُعٍ مِنَ اَلْأَلْسُنِ فَقَفَّى بِهِ اَلرُّسُلَ وَخَتَمَ بِهِ اَلْوَحْيَ فَجَاهَدَ فِي اَللَّهِ اَلْمُدْبِرِينَ عَنْهُ وَاَلْعَادِلِينَ بِهِ الضمير في أرسله راجع إلى النبي ÷ وهو مذكور في كلام لم يحكه جامع الكتاب.

  والفترة زمان انقطاع الوحي والتنازع من الألسن أن قوما في الجاهلية كانوا يعبدون