فصل في الجناس وأنواعه
  فالضرب الأول الرجل الخفيف والثاني مصدر ضرب.
  وكذلك قوله:
  عداك حر الثغور المستضامة عن ... برد الثغور وعن سلسالها الحصب
  فأحدهما جمع ثغر وهو ما يتاخم العدو من بلاد الحرب والثاني للأسنان.
  ومن هذه القصيدة:
  كم أحرزت قضب الهندي مصلته ... تهتز من قضب تهتز في كثب
  بيض إذا انتضيت من حجبها رجعت ... أحق بالبيض أبدانا من الحجب
  وقد أكثر الناس في استحسان هذا التجنيس وأطنبوا وعندي أنه ليس بتجنيس أصلا لأن تسمية السيوف قضبا وتسمية الأغصان قضبا كله بمعنى واحد وهو القطع فلا تجنيس إذا وكذلك البيض للسيوف والبيض للنساء كله بمعنى البياض فبطل معنى التجنيس وأظنني ذكرت هذا أيضا في كتاب الفلك الدائر.
  قالوا ومن هذا القسم قوله أيضا:
  إذا الخيل جابت قسطل الخيل صدعوا ... صدور العوالي في صدور الكتائب
  وهذا عندي أيضا ليس بتجنيس لأن الصدور في الموضعين بمعنى واحد وهو جزء الشيء المتقدم البارز عن سائره فأما قوله أيضا:
  عامي وعام العيس بين وديقة ... مسجورة وتنوفة صيخود