فصل في الجناس وأنواعه
  وبحري في شرى الحمد ... على شاكلة البحر
  وهذا من التجنيس وليس بخارج عنه ولكنه تجنيس مخصوص وهو الإتيان به في طرفي البيت.
  وعد ابن الأثير الموصلي في كتابه من التجنيس قول الشاعر في الشيب:
  يا بياضا أذرى دموعي حتى ... عاد منها سواد عيني بياضا
  وكذلك قول البحتري:
  وأغر في الزمن البهيم محجل ... قد رحت منه على أغر محجل
  وهذا عندي ليس بتجنيس لاتفاق المعنى والعجب منه أنه بعد إيراده هذا أنكر على من قال إن قول أبي تمام:
  أظن الدمع في خدي سيبقى ... رسوما من بكائي في الرسوم
  من التجنيس وقال أي تجنيس هاهنا والمعنى متفق ولو أمعن النظر لرأى هذا مثل البيتين السابقين.
  قالوا فأما الأجناس الستة الباقية فإنها خارجة عن التجنيس التام ومشبهة به.
  فمنها أن تكون الحروف متساوية في تركيبها مختلفة في وزنها فمن ذلك قول النبي ÷ اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي وقول بعضهم لن تنالوا غرر المعالي إلا بركوب الغرر واهتبال الغرر وقول البحتري:
  وفر الحائن المغرور يرجو ... أمانا أي ساعة ما أمان