شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في الجناس وأنواعه

صفحة 293 - الجزء 8

  فالجسم يعذل فيه النفس مجتهدا ... وتلك تزعم أن الظالم الجسد

  إذا هما بعد طول الصحبة افترقا ... فإن ذاك لأحداث الزمان يد

  وقال أبو العتاهية:

  المرء يأمل أن يعيش ... وطول عمر قد يضره

  تفنى بشاشته ويبقى ... بعد حلو العيش مره

  وتخونه الأيام حتى ... لا يرى شيئا يسره

  كم شامت بي أن هلكت ... وقائل لله دره

  وقال ابن المعتز:

  ألست ترى يا صاح ما أعجب الدهرا ... فذما له لكن للخالق الشكرا

  لقد حبب الموت البقاء الذي أرى ... فيا حسدا مني لمن يسكن القبرا

  فأما قوله # وإنما ذلك بمنزلة الحكمة إلى قوله وفيها الغنى كله والسلامة ففصل آخر غير ملتئم بما قبله وهو إشارة إلى كلام من كلام رسول الله ÷ رواه لهم ثم حضهم على التمسك به والانتفاع بمواعظه وقال إنه بمنزلة الحكمة التي هي حياة القلوب ونور الأبصار وسمع الآذان الصم وري الأكباد الحري وفيها الغنى كله والسلامة والحكمة المشبه كلام الرسول ÷ بها هي المذكورة في قوله تعالى {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}⁣[البقرة: ٢٦٩] وفي قوله {وَلَقَدْ آتَيْنَا