من أخبار يوم الجمل أيضا
  أن الموت عند الجمل وأنه ما دام قائما فالحرب لا تطفأ، وضع سيفه على عاتقه وعطف نحوه وأمر أصحابه بذلك، ومشى نحوه والخطام مع بني ضبة، فاقتتلوا قتالا شديدا واستحر القتل في بني ضبة، فقتل منهم مقتلة عظيمة وخلص علي # في جماعة من النخع وهمدان إلى الجمل، فقال لرجل من النخع اسمه بجير دونك الجمل، يا بجير، فضرب عجز الجمل بسيفه فوقع لجنبه وضرب بجرانه الأرض وعج عجيجا لم يسمع بأشد منه، فما هو إلا أن صرع الجمل حتى فرت الرجال كما يطير الجراد في الريح الشديدة الهبوب، واحتملت عائشة بهودجها فحملت إلى دار عبد الله بن خلف، وأمر علي # بالجمل أن يحرق ثم يذرى في الريح، وقال # لعنه الله من دابة فما أشبهه بعجل بني إسرائيل ثم قرأ: {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ٩٧}[طه: ٩٧].