138 - ومن خطبة له # يومئ فيها إلى ذكر الملاحم
  مِنْهَا حَتَّى تَقُومَ اَلْحَرْبُ بِكُمْ عَلَى سَاقٍ بَادِياً نَوَاجِذُهَا مَمْلُوءَةً أَخْلاَفُهَا حُلْواً رَضَاعُهَا عَلْقَماً عَاقِبَتُهَا أَلاَ وَفِي غَدٍ وَسَيَأْتِي غَدٌ بِمَا لاَ تَعْرِفُونَ يَأْخُذُ اَلْوَالِي مِنْ غَيْرِهَا عُمَّالَهَا عَلَى مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا وَتَخْرُجُ لَهُ اَلْأَرْضُ أَفَالِيذَ كَبِدِهَا وَتُلْقِي إِلَيْهِ سِلْماً مَقَالِيدَهَا فَيُرِيكُمْ كَيْفَ عَدْلُ اَلسِّيرَةِ وَيُحْيِي مَيِّتَ اَلْكِتَابِ وَاَلسُّنَّةِ الساق الشدة ومنه قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}[القلم: ٤٢].
  و النواجذ أقصى الأضراس والكلام كناية عن بلوغ الحرب غايتها كما أن غاية الضحك أن تبدو النواجذ.
  قوله مملوءة أخلافها والأخلاف للناقة حلمات الضرع واحدها خلف وكذلك وقوله حلوا رضاعها علقما عاقبتها قد أخذه الشاعر فقال:
  الحرب أول ما تكون فتية ... تسعى بزينتها لكل جهول
  حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ... عادت عجوزا غير ذات حليل
  شمطاء جزت رأسها وتنكرت ... مكروهة للشم والتقبيل