فصل في الاعتراض وإيراد مثل منه
  وهو الرضاع بالفتح والماضي رضع بالكسر مثل سمع سماعا وأهل نجد يقولون رضع بالفتح يرضع بالكسر رضعا مثل ضرب يضرب ضربا وأنشدوا
  وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها
  أفاويق حتى ما يدر لها ثعل
  بكسر الضاد
فصل في الاعتراض وإيراد مثل منه
  وقوله ألا وفي غد تمامه يأخذ الوالي وبين الكلام جملة اعتراضية وهي قوله وسيأتي غد بما لا تعرفون والمراد تعظيم شأن الغد الموعود بمجيئه ومثل ذلك في القرآن كثير نحو قوله تعالى {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ٧٧}[الواقعة: ٧٥ - ٧٧] فقوله تعالى {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ٧٧}[الواقعة: ٧٧] هو الجواب المتلقى به قوله {فَلَا أُقْسِمُ}[الواقعة: ٧٥] وقد اعترض بينهما قوله {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦}[الواقعة: ٧٦] واعترض بين هذا الاعتراض قوله {لَوْ تَعْلَمُونَ}[الواقعة: ٧٦] لأنك لو حذفته لبقي الكلام على إفادته وهو قوله وإنه لقسم عظيم والمراد تعظيم شأن ما أقسم به من مواقع النجوم وتأكيد إجلاله في النفوس ولا سيما بقوله {لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦}[الواقعة: ٧٦].
  و من ذلك قوله تعالى {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ ٥٧}[النحل: ٥٧] فقوله {سُبْحَانَهُ}[النحل: ٥٧] اعتراض والمراد التنزيه وكذلك قوله {تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ}[يوسف: ٧٣] فلَقَدْ عَلِمْتُمْ اعتراض والمراد به تقرير إثبات البراءة من تهمة السرقة.
  وكذلك قوله {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ