من أخبار يوم الشورى وتولية عثمان
  لكم قال المقداد أما والله لقد تركت رجلا من الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون أما والله لو أن لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم ببدر وأحد فقال عبد الرحمن ثكلتك أمك لا يسمعن هذا الكلام الناس فإني أخاف أن تكون صاحب فتنة وفرقة.
  قال المقداد إن من دعا إلى الحق وأهله وولاة الأمر لا يكون صاحب فتنة ولكن من أقحم الناس في الباطل وآثر الهوى على الحق فذلك صاحب الفتنة والفرقة.
  قال فتربد وجه عبد الرحمن ثم قال لو أعلم أنك إياي تعني لكان لي ولك شأن.
  قال المقداد إياي تهدد يا ابن أم عبد الرحمن ثم قام عن عبد الرحمن فانصرف.
  قال جندب بن عبد الله فاتبعته وقلت له يا عبد الله أنا من أعوانك فقال رحمك الله إن هذا الأمر لا يغني فيه الرجلان ولا الثلاثة قال فدخلت من فوري ذلك على علي # فلما جلست إليه قلت يا أبا الحسن والله ما أصاب قومك بصرف هذا الأمر عنك فقال صبر جميل والله المستعان.
  فقلت والله إنك لصبور قال فإن لم أصبر فما ذا أصنع قلت إني جلست إلى المقداد بن عمرو آنفا وعبد الرحمن بن عوف فقالا كذا وكذا ثم قام المقداد فاتبعته فقلت له كذا فقال لي كذا فقال علي # لقد صدق المقداد فما أصنع فقلت تقوم في الناس فتدعوهم إلى نفسك وتخبرهم أنك أولى بالنبي ÷ وتسألهم النصر على هؤلاء المظاهرين عليك فإن أجابك عشرة من مائة شددت بهم على الباقين فإن دانوا لك فذاك وإلا قاتلتهم وكنت أولى بالعذر قتلت أو بقيت وكنت أعلى عند الله حجة.
  فقال أترجو يا جندب أن يبايعني من كل عشرة واحد قلت أرجو ذلك قال لكني لا أرجو ذلك لا والله ولا من المائة واحد وسأخبرك أن الناس إنما ينظرون