شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أقوال مأثورة في ذم الغيبة والاستماع إلى المغتابين

صفحة 63 - الجزء 9

  وقال هشام بن عبد الملك في بعض ولد الوليد بن عقبة:

  أبلغ أبا وهب إذا ما لقيته ... بأنك شر الناس غيبا لصاحب

  فتبدي له بشرا إذا ما لقيته ... وتلسعه بالغيب لسع العقارب

  مر الشعبي بقوم يغتابونه في المسجد وفيهم بعض أصدقائه فأخذ بعضادتي الباب وقال:

  هنيئا مريئا غير داء مخامر ... لعزة من أعراضنا ما استحلت

  ومن كلام بعض الحكماء أبصر الناس بالعوار المعوار هذا مثل قول الشاعر:

  وأجرأ من رأيت بظهر غيب ... على عيب الرجال ذوو العيوب

  قيل لشبيب بن شبة بن عقال ما بال عبد الله بن الأهتم يغتابك وينتقصك قال لأنه شقيقي في النسب وجاري في البلد وشريكي في الصنعة.

  دخل أبو العيناء على المتوكل وعنده جلساؤه فقال له يا محمد كلهم كانوا في غيبتك منذ اليوم ولم يبق أحد لم يذممك غيري فقال:

  إذا رضيت عني كرام عشيرتي ... فلا زال غضبان علي لئامها

  قال بعضهم بت بالبصرة ليلة مع المسجديين فلما كان وقت السحر حركهم واحد فقال إلى كم هذا النوم عن أعراض الناس وقيل لشاعر وصله بعض الرؤساء وأنعم عليه ما صنع بك فلان قال ما وفت نعمته بإساءته منعني لذة الثلب وحلاوة الشكوى.

  أعرابي من عاب سفلة فقد رفعه ومن عاب شريفا فقد وضع نفسه.