شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

148 - ومن كلام له # في ذكر أهل البصرة

صفحة 110 - الجزء 9

  جوارحها إليها حتى يدخل عليها فيربطها يقول لا أكون مقرا بالضيم راغنا أسمع الناعي المخبر عن قتل عسكر الجمل لحكيم بن جبلة وأتباعه فلا يكون عندي من التغيير والإنكار لذلك إلا أن أسمعه وأحضر الباكين على قتلاهم.

  وقوله لكل ضلة علة ولكل ناكث شبهة هو جواب سؤال مقدر كأنه يقول إن قيل لأي سبب خرج هؤلاء فإنه لا بد أن يكون لهم تأويل في خروجهم وقد قيل إنهم يطالبون بدم عثمان فهو # قال كل ضلالة فلا بد لها من علة اقتضتها وكل ناكث فلا بد له من شبهة يستند إليها.

  وقوله لينتزعن هذا نفس هذا قول صحيح لا ريب فيه لأن الرئاسة لا يمكن أن يدبرها اثنان معا فلو صح لهما ما أراداه لوثب أحدهما على الآخر فقتله فإن الملك عقيم وقد ذكر أرباب السيرة أن الرجلين اختلفا من قبل وقوع الحرب فإنهما اختلفا في الصلاة فأقامت عائشة محمد بن طلحة وعبد الله بن الزبير يصلي هذا يوما وهذا يوما إلى أن تنقضي الحرب.

  ثم إن عبد الله بن الزبير ادعى أن عثمان نص عليه بالخلافة يوم الدار واحتج في ذلك بأنه استخلفه على الصلاة واحتج تارة أخرى بنص صريح زعمه وادعاه وطلب طلحة من عائشة أن يسلم الناس عليه بالإمرة وأدلى إليها بالتيمية وأدلى الزبير إليها بأسماء أختها فأمرت الناس أن يسلموا عليهما معا بالإمرة.

  واختلفا في تولي القتال فطلبه كل منهما أولا ثم نكل كل منهما عنه وتفادى منه وقد ذكرنا في الأجزاء المتقدمة قطعة صالحة من أخبار الجمل