من أخبار يوم الجمل
  ثم قال أفرغ الله علينا وعليكم الصبر وأعز لنا ولكم النصر وكان لنا ولكم ظهيرا في كل أمر ثم رفع مصحفا بيده فقال من يأخذ هذا المصحف فيدعوهم إلى ما فيه وله الجنة فقام غلام شاب اسمه مسلم عليه قباء أبيض فقال أنا آخذه فنظر إليه علي وقال يا فتى إن أخذته فإن يدك اليمنى تقطع فتأخذه بيدك اليسرى فتقطع ثم تضرب بالسيف حتى تقتل فقال لا صبر لي على ذلك فنادى علي ثانية فقام الغلام وأعاد عليه القول وأعاد الغلام القول مرارا حتى قال الغلام أنا آخذه وهذا الذي ذكرت في الله قليل فأخذه وانطلق فلما خالطهم ناداهم هذا كتاب الله بيننا وبينكم فضربه رجل فقطع يده اليمنى فتناوله باليسرى فضربه أخرى فقطع اليسرى فاحتضنه فضربوه بأسيافهم حتى قتل فقالت أم ذريح العبدية في ذلك:
  يا رب إن مسلما أتاهم ... بمصحف أرسله مولاهم
  للعدل والإيمان قد دعاهم ... يتلو كتاب الله لا يخشاهم
  فخضبوا من دمه ظباهم ... وأمهم واقفة تراهم
  تأمرهم بالغي لا تنهاهم
  قال أبو مخنف فعند ذلك أمر علي # ولده محمدا أن يحمل الراية فحمل وحمل معه الناس واستحر القتل في الفريقين وقامت الحرب على ساق