شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عقيدة علي في عثمان ورأي المعتزلة في ذلك

صفحة 154 - الجزء 9

  فإن قلت أتقول المعتزلة إن عليا كان يذهب إلى فسق عثمان المستوجب لأجله الخلع قلت كلا حاش لله أن تقول المعتزلة ذلك وإنما تقول إن عليا كان يرى أن عثمان يضعف عن تدبير الخلافة وأن أهله غلبوا عليه واستبدوا بالأمر دونه واستعجزه المسلمون واستسقطوا رأيه فصار حكمه حكم الإمام إذا عمي أو أسره العدو فإنه ينخلع من الإمامة.

  ثم قال # الأئمة قوام الله على خلقه أي يقومون بمصالحهم وقيم المنزل هو المدبر له.

  قال وعرفاؤه على عباده جمع عريف وهو النقيب والرئيس يقال عرف فلان بالضم عرافة بالفتح مثل خطب خطابة أي صار عريفا وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت عرف فلان علينا سنين يعرف عرافة بالكسر مثل كتب يكتب كتابة.

  قال ولا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه هذا إشارة إلى قوله تعالى {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}⁣[الإسراء: ٧١] قال المفسرون ينادى في الموقف يا أتباع فلان ويا أصحاب فلان فينادى كل قوم باسم إمامهم يقول أمير المؤمنين # لا يدخل الجنة يومئذ إلا من كان في الدنيا عارفا بإمامه ومن يعرفه إمامه في الآخرة فإن الأئمة تعرف أتباعها يوم القيامة وإن لم يكونوا رأوهم في الدنيا كما أن النبي ÷ يشهد للمسلمين وعليهم وإن لم يكن رأى أكثرهم قال سبحانه {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ٤١}⁣[النساء: ٤١] وجاء في الخبر