16 - ومن خطبة له # لما بويع بالمدينة
  ثم قال ولئن رجعت عليكم أموركم، أي: إن ساعدني الوقت وتمكنت من أن أحكم فيكم بحكم الله تعالى ورسوله وعادت إليكم أيام شبيهة بأيام رسول الله ÷ وسيرة مماثلة لسيرته في أصحابه إنكم لسعداء.
  ثم قال: وإني لأخشى أن تكونوا في فترة الفترة هي الأزمنة التي بين الأنبياء إذا انقطعت الرسل فيها كالفترة التي بين عيسى # ومحمد #؛ لأنه لم يكن بينهما نبي بخلاف المدة التي كانت بين موسى وعيسى #؛ لأنه بعث فيها أنبياء كثيرون فيقول #: إني لأخشى ألا أتمكن من الحكم بكتاب الله تعالى فيكم فتكونوا كالأمم الذين في أزمنة الفترة لا يرجعون إلى نبي يشافههم بالشرائع والأحكام، وكأنه # قد كان يعلم أن الأمر سيضطرب عليه.
  ثم قال وما علينا إلا الاجتهاد يقول أنا أعمل ما يجب علي من الاجتهاد في القيام بالشريعة، وعزل ولاة السوء وأمراء الفساد عن المسلمين فإن تم ما أريده فذاك وإلا كنت قد أعذرت.
  وأما التتمة المروية عن جعفر بن محمد # فواضحة الألفاظ، وقوله: في آخرها وبنا تختم لا بكم إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الزمان، وأكثر المحدثين على أنه من ولد فاطمة # وأصحابنا المعتزلة لا ينكرونه، وقد صرحوا بذكره في كتبهم واعترف به شيوخهم إلا أنه عندنا لم يخلق بعد وسيخلق.
  وإلى هذا المذهب يذهب أصحاب الحديث أيضا.
  وروى قاضي القضاة