158 - ومن خطبة له #
  وحمة الخطايا سمها وتقطع الحمة كما تقول قطعت سريان السم في بدن الملسوع بالبادزهرات والترياقات فكأنه جعل سم الخطايا ساريا في الأبدان والتقوى تقطع سريانه.
  قوله وباليقين تدرك الغاية القصوى وذلك لأن أقصى درجات العرفان الكشف وهو المراد هاهنا بلفظ اليقين.
  وانتصب الله الله على الإغراء وفي متعلقة بالفعل المقدر وتقديره راقبوا وأعز الأنفس عليهم أنفسهم.
  قوله فشقوة لازمة مرفوع على أنه خبر مبتدإ محذوف تقديره فغايتكم أو فجزاؤكم أو فشأنكم وهذا يدل على مذهبنا في الوعيد لأنه قسم الجزاء إلى قسمين إما العذاب أبدا أو النعيم أبدا وفي هذا بطلان قول المرجئة إن ناسا يخرجون من النار فيدخلون الجنة لأن هذا لو صح لكان قسما ثالثا.
  قوله فقد دللتم على الزاد أي الطاعة.
  وأمرتم بالظعن أي أمرتم بهجر الدنيا وأن تظعنوا عنها بقلوبكم ويجوز الظعن بالتسكين.
  وحثثتم على المسير لأن الليل والنهار سائقان عنيفان.
  قوله وإنما أنتم كركب وقوف لا يدرون متى يؤمرون بالسير السير هاهنا هو الخروج من الدنيا إلى الآخرة بالموت جعل الناس ومقامهم في الدنيا كركب وقوف لا يدرون متى يقال لهم سيروا فيسيرون لأن الناس لا يعلمون الوقت الذي يموتون فيه فإن قلت كيف سمى الموت والمفارقة سيرا.
  قلت لأن الأرواح يعرج بها إما إلى عالمها وهم السعداء أو تهوي إلى أسفل