159 - ومن خطبة له #
  مرفوعا وأيضا فإن العرب تستعمل بين يديه بمعنى قبل قال تعالى {بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ٤٦}[سبأ: ٤٦] أي قبله: مِنْهَا فَعِنْدَ ذَلِكَ لاَ يَبْقَى بَيْتُ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ وَأَدْخَلَهُ اَلظُّلْمَةُ تَرْحَةً وَأَوْلَجُوا فِيهِ نِقْمَةً فَيَوْمَئِذٍ لاَ يَبْقَى لَهُمْ فِي اَلسَّمَاءِ عَاذِرٌ وَلاَ فِي اَلْأَرْضِ نَاصِرٌ أَصْفَيْتُمْ بِالْأَمْرِ غَيْرَ أَهْلِهِ وَأَوْرَدْتُمُوهُ غَيْرَ مَوْرِدِهِ وَسَيَنْتَقِمُ اَللَّهُ مِمَّنْ ظَلَمَ مَأْكَلاً بِمَأْكَلٍ وَمَشْرَباً بِمَشْرَبٍ مِنْ مَطَاعِمِ اَلْعَلْقَمِ وَمَشَارِبِ اَلصَّبِرِ وَاَلْمَقِرِ وَلِبَاسِ شِعَارِ اَلْخَوْفِ وَدِثَارِ اَلسَّيْفِ وَإِنَّمَا هُمْ مَطَايَا اَلْخَطِيئَاتِ وَزَوَامِلُ اَلآْثَامِ فَأُقْسِمُ ثُمَّ أُقْسِمُ لَتَنْخَمَنَّهَا أُمَيَّةُ مِنْ بَعْدِي كَمَا تُلْفَظُ اَلنُّخَامَةُ ثُمَّ لاَ تَذُوقُهَا وَلاَ تَتَطَعَّمُ تَطْعَمُ بِطَعْمِهَا أَبَداً مَا كَرَّ اَلْجَدِيدَانِ الترحة الحزن قال فحينئذ لا يبقى لهم أي يحيق بهم العذاب ويبعث الله عليهم من ينتقم وهذا إخبار عن ملك بني أمية بعده وزوال أمرهم عند تفاقم فسادهم في الأرض.
  ثم خاطب أولياء هؤلاء الظلمة ومن كان يؤثر ملكهم فقال أصفيتم بالأمر