حديث عن إمرئ القيس
  بيته ولم تطل يد أحد من الناس إليهم لناموس الملك وأبهة السلطنة وقوة الرئاسة وحرمة الإمارة.
  أفترى ذهب عن رسول الله ÷ هذا المعنى أم أحب أن يستأصل أهله وذريته من بعده وأين موضع الشفقة على فاطمة العزيزة عنده الحبيبة إلى قلبه.
  أتقول إنه أحب أن يجعلها كواحدة من فقراء المدينة تتكفف الناس وأن يجعل عليا المكرم المعظم عنده الذي كانت حاله معه معلومة كأبي هريرة الدوسي وأنس بن مالك الأنصاري يحكم الأمراء في دمه وعرضه ونفسه وولده فلا يستطيع الامتناع وعلى رأسه مائة ألف سيف مسلول تتلظى أكباد أصحابها عليه ويودون أن يشربوا دمه بأفواههم ويأكلوا لحمه بأسنانهم قد قتل أبناءهم وإخوانهم وآباءهم وأعمامهم والعهد لم يطل والقروح لم تتقرف والجروح لم تندمل.
  فقلت له لقد أحسنت فيما قلت إلا أن لفظه # يدل على أنه لم يكن نص عليه ألا تراه يقول ونحن الأعلون نسبا والأشدون بالرسول نوطا فجعل الاحتجاج بالنسب وشدة القرب فلو كان عليه نص لقال عوض ذلك وأنا المنصوص علي المخطوب باسمي.
  فقال | إنما أتاه من حيث يعلم لا من حيث يجهل ألا ترى أنه سأله فقال كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به فهو إنما سأل عن دفعهم عنه وهم أحق به من جهة اللحمة والعترة ولم يكن الأسدي يتصور النص ولا يعتقده ولا يخطر بباله لأنه لو كان هذا في نفسه لقال له لم دفعك الناس عن هذا المقام وقد نص عليك رسول الله ÷ ولم يقل له هذا وإنما قال كلاما عاما لبني هاشم كافة