شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

حديث عن إمرئ القيس

صفحة 251 - الجزء 9

  كيف دفعكم قومكم عن هذا وأنتم أحق به أي باعتبار الهاشمية والقربى فأجابه بجواب أعاد قبله المعنى الذي تعلق به الأسدي بعينه تمهيدا للجواب فقال إنما فعلوا ذلك مع أنا أقرب إلى رسول الله ÷ من غيرنا لأنهم استأثروا علينا ولو قال له أنا المنصوص علي والمخطوب باسمي في حياة رسول الله ÷ لما كان قد أجابه لأنه ما سأله هل أنت منصوص عليك أم لا ولا هل نص رسول الله ÷ بالخلافة على أحد أم لا وإنما قال لم دفعكم قومكم عن الأمر وأنتم أقرب إلى ينبوعه ومعدنه منهم فأجابه جوابا ينطبق على السؤال ويلائمه أيضا فلو أخذ يصرح له بالنص ويعرفه تفاصيل باطن الأمر لنفر عنه واتهمه ولم يقبل قوله ولم ينجذب إلى تصديقه فكان أولى الأمور في حكم السياسة وتدبير الناس أن يجيب بما لا نفرة منه ولا مطعن عليه فيه