شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

مباحث كلامية

صفحة 253 - الجزء 9

  حَدَّهُ وَصَوَّرَ فَأَحْسَنَ صُورَتَهُ لَيْسَ لِشَيْ ءٍ مِنْهُ اِمْتِنَاعٌ وَلاَ لَهُ بِطَاعَةِ شَيْ ءٍ اِنْتِفَاعٌ عِلْمُهُ بِالْأَمْوَاتِ اَلْمَاضِينَ كَعِلْمِهِ بِالْأَحْيَاءِ اَلْبَاقِينَ وَعِلْمُهُ بِمَا فِي اَلسَّمَاوَاتِ اَلْعُلَى كَعِلْمِهِ بِمَا فِي اَلْأَرَضِينَ اَلسُّفْلَى المهاد هنا هو الأرض وأصله الفراش وساطحه باسطه ومنه تسطيح القبور خلاف تسنيمها ومنه أيضا المسطح للموضع الذي يبسط فيه التمر ليجفف.

  والوهاد جمع وهدة وهي المكان المطمئن ومسيلها مجرى السيل فيها والنجاد جمع نجد وهو ما ارتفع من الأرض ومخصبها مروضها وجاعلها ذوات خصب

مباحث كلامية

  واعلم أنه # أورد في هذه الخطبة ضروبا من علم التوحيد وكلها مبنية على ثلاثة أصول.

  الأصل الأول أنه تعالى واجب الوجود لذاته ويتفرع على هذا الأصل فروع أولها أنه ليس لأوليته ابتداء لأنه لو كان لأوليته ابتداء لكان محدثا ولا شيء من المحدث بواجب الوجود لأن معنى واجب الوجود أن ذاته لا تقبل العدم ويستحيل الجمع بين قولنا هذه الذات محدثة أي كانت معدومة من قبل وهي في حقيقتها لا تقبل العدم.