شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

مباحث كلامية

صفحة 255 - الجزء 9

  ونهايات الأقطار أي الجوانب.

  وتأثل المساكن مجد مؤثل أي أصيل وبيت مؤثل أي معمور وكأن أصل الكلمة أن تبنى الدار بالأثل وهو شجر معروف وتمكن الأماكن ثبوتها واستقرارها.

  وقوله فالحد لخلقه مضروب وإلى غيره منسوب وقوله ولا له بطاعة شيء انتفاع لأنه إنما ينتفع الجسم الذي يصح عليه الشهوة والنفرة كل هذا داخل تحت هذا الوجه.

  الأصل الثاني أنه تعالى عالم لذاته فيعلم كل معلوم ويدخل تحت هذا الأصل قوله # لا تخفى عليه من عباده شخوص لحظة أن تسكن العين فلا تتحرك ولا كرور لفظة أي رجوعها.

  ولا ازدلاف ربوة صعود إنسان أو حيوان ربوة من الأرض وهي الموضع المرتفع ولا انبساط خطوة في ليل داج أي مظلم.

  ولا غسق ساج أي ساكن.

  ثم قال يتفيأ عليه القمر المنير هذا من صفات الغسق ومن تتمة نعته ومعنى يتفيأ عليه يتقلب ذاهبا وجائيا في حالتي أخذه في الضوء إلى التبدر وأخذه في النقص إلى المحاق.

  وقوله وتعقبه أي وتتعقبه فحذف إحدى التاءين كما قال سبحانه {الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ}⁣[النساء: ٩٧] أي تتوفاهم والهاء في وتعقبه ترجع إلى القمر أي وتسير الشمس عقبه في كروره وأفوله أي غيبوبته وفي تقليب الأزمنة والدهور من إقبال ليل وإدبار نهار.